للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حتى الصباح".

وقوله: "أيقظ أهله" أي للصلاة، وفي حديث زينب بنت أم سلمة عند الترمذي: "لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدكم من أهله يطق القيام إلا أقامه".

قال القرطبي: ذهب بعضهم إلى أنَّ اعتزاله النساء كان بالاعتكاف وفيه نظر، لقوله "وأيقظ أهله" فإنه يشعر بأنه كان معهن في البيت، فلو كان معتكفًا لكان في المسجد ولم يكن معه أحد، وفيه نظر، فإنه يحتمل أنه كان يوقظهم وهو في محله أو يوقظهم عند دخوله لحاجة أو يأمر من يوقظهم.

٥٣٩ - وعنها - رضي الله عنها - "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله -عزَّ وجلَّ- ثم اعتكف أزواجه من بعده" متفق عليه (١).

الحديث فيه دلالة على أن الاعتكاف سنة مؤكدة مواظب عليها، فإن كان مع الفعل المضارع يدل على الاستمرار.

قال أبو داود عن أحمد: لا أعلم عن أحد من العلماء خلافًا أنه مسنون (٢).

وأما قول ابن نافع عن مالك: فكرتُ في الاعتكاف وترك الصحابة له مع شدة اتباعهم للأمر فوقع في نفسي أنه كالوصال، وأراهم تركوه لشدته ولم يبلغني عن أحد من السلف أنه اعتكف إلا عن أبي بكر بن عبد الرحمن، انتهى.


(١) البخاري الاعتكاف، باب الاعتكاف في العشر الأواخر. . . ٤: ٢٧١ ح ٢٠٢٦، مسلم الاعتكاف، باب اعتكاف العشر الأواخر من رمضان ٢: ٨٣١ ح ٥ - ١١٧٢.
(٢) الفتح ٤: ٢٧٢.