للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والخُبُث بضم المعجمة والموحدة كذا في الرواية، وقال الخطابي (١): إنه لا يجوز غيره، وتُعُقب بأنه يجوز إسكان الموحدة كما في نظائره من التخفيف.

قال النووي (٢): وقد صرح جماعة من أهل المعرفة بأن الباء هنا ساكنة منهم: أبو عُبَيد (أ) القاسم بن سلام (٣) والخبث: جمع خبيث، والخبائث: جمع خبيثة يريد ذُكْران (ب) الشياطين وإناثهم، ويحتمل على سكون الباء كما قال ابن الأعرابي أنه بمعني المكروه، فإن كان من الكلام (جـ) فهو الشتم وإن كان من المِلَل فهو الكفر، وإن كان من الطعام فهو الحرام، وإن كان من الشراب فهو الضار (٤)، وعلى هذا فالمراد بالخبائث المعاصي أو مطلق الأفعال المذمومة ليحصل التناسب (٥)، ولهذا وقع في رواية الترمذي (٦) وغيره: "أعوذ بالله من الخُبْث والخبائث"، أو "الخُبُث والخُبائث" هكذ على الشك، الأول بإسكان الباء، والثاني بضمها.

وكان - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ إظهارا للعبودية، ويجهر بها للتعليم، وقد روى المعمري (٧) هذا الحديث من طريق عبد العزيز بن المختار عن عبد العزيز بن صهيب بلفظ الأمر قال: "إذا دخلتم الخلاء فقولوا: بسم الله، أعوذُ بالله مِن الخُبُثِ والخَبَائِثِ". وإسناده على شرط مسلم وفيه زيادة تسمية، قال المصنف -رحمه الله تعالى- في "الفتح" (٨): ولم أرها في غير هذه الرواية.


(أ) في جـ: أبو عبيدة.
(ب) في هـ: أن ذكران، وفي جـ: ذكور.
(جـ) في هـ: كلام.