للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأخرج أبو داود وابن ماجه (١) من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يخرج الرجلان يضْربان الغائِطَ كاشِفَيْن عن عَوْرتهما يتحدَّثان فإن الله يَمْقُتُ على ذلك".


= قلت: ذكر الإمام الصنعاني أن علة الحديث هو عكرمة بن عمار وهي علة حديث أبي سعيد. فهل هي نفس علة حديث جابر أم لا. لم أقف على شيء من ذلك، ووقفت في "الوهم والإيهام" لابن القطان على حديث أبي سعيد في مواضع وقال ما نصه: الأحاديث التي ضعفها بقومٍ وترك غيرهم ممن لا يعرف له حال إما ممن روى عن أحدهم جماعة وإما ممن لا يروى عن أحدهم إلا واحد. فمن ذلك حديث أبي سعيد: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يخرج الرجلان يضربان الغائط"، الحديث من طريق أبي داود وأتبعه بأن قال: لم يسنده غير عكرمة بن عمار، وقد اضطرب فيه. لم يزد على هذا. وبقى عليه أن يذكر علته العظمى وهي من رواه عنه يحيى بن أبي كثير، وهو محل الاضطراب الذي أشار إليه وذلك إنه حديث يرويه عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير في رواية عنه عن عياض ابن أبي زهير وهو مع ذلك كله مجهول لا يعرف، ولا يعرف بغير هذا فأما لو كان هذا الرجل معروفًا ما كان عكرمة بن عمار له بعلة فإنه صدوق حافظ إلا أنه يهم كثيرًا في حديث يحيى بن أبي كثير أما في غيره فلا بأس به. . وقد وقع لأبي محمد فيه شبه اضطراب سنذكره في موضعه. الوهم ل ١٧٣ أ.
وفي باب ذكر أحاديث أعلها بما ليس بعلة وترك ذكر عللها، قال: فمن ذلك أنه ذكر من طريق أبي داود حديث أبي سعيد: لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتهما يتحدان فإن الله يمقت ذلك.
وأعله بأن قال: لم يسنده غير عكرمة بن عمار وقد اضطرب فيه ولم يزد على هذا. وقد ترك ما هو علة في الحقيقة وهو الجهل براوية عن أبي سعيد وهو عياض بن هلال أو هلال بن عياض، وقد بسطنا القول في هذا الحديث في باب الأحاديث التي أوردها ولها طرق صحيحة أو حسنة ل ٢٠٣.
ولم أره ذكر هذا في هذا الباب بل ذكر هذا في باب ذكر أحاديث ضعفها من الطرق التي أوردها وهي ضعيفة صحيحة أو حسنه من طريق آخر.
قال: وذكر من طريق أبي داود عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتهما يتحدثان فإن الله يمقت ذلك" ثم قال لم يسند هذا الحديث غير عكرمة بن عمار وقد اضطرب فيه وقد نبهنا على أمر هذا الحديث ببعض القول في باب الأحاديث التي أعلها بما ليس بعلة وذلك بذكر عللها على الحقيقة وأخرنا بيانه وبسط القول فيه في هذا الموضع وذلك أنه ذكر أهـ هذا الموجود في النسخة المصورة بجامعة الإمام عن نسخة الشيخ حماد الأنصاري وفي نسخة مكتبة مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى طمس على قوله: وأخرنا. . إلخ.
(١) أبو داود ١/ ٢٢ ح ١٥، ابن ماجه ١/ ١٢٣ ح ٣٤٢، ابن خزيمة ١/ ٣٩ ح ٧١، أحمد ٣/ ٣٦، البيهقي ١/ ١٠٠، الحاكم ١/ ١٥٧، شرح السنة ١/ ٣٨١.
وحديث أبي سعيد فيه عكرمة بن عمار العجلي أبو عمار اليمامي.
قال البخاري: وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، وقال أحمد: أحاديثه عن يحيى ضعاف وليست بصحاح، قال الحافظ: صدوق يغلط، وقال الذهبي: ثقة إلا في يحيى بن أبي كثير بمضطرب. الجرح ٧/ ١٠، الكاشف ٢/ ٢٧٦، الميزان ٣/ ٩٠، التهذيب ٧/ ٢٦٣، التقريب ٢٤٢.