للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن العربي (١): والمعنى فيه: إنك لست ممن يشمت بعد هذا؛ لأن هذا الذي بك زكام ومرض (ألا خِفَّة أ) العطاس. ولكنه يدعى له بدعاء المسلم للمسلم بالعافية والسلامة، ولا يكون من باب التشميت.

وناسب العطاس التحميد؛ لأن العطاس سببه محمود، وهو خفة الجسم التي تكون لقلة الأخلاط وتخفيف الغذاء، وهو أمر مندوب إليه؛ لأنه يضعف الشهوة ويسهل الطاعة، وهذه نعمة يحمد عليها. والتثاؤب بضد ذلك، ولذلك يؤمر برده ما استطاع.

وإذا عطس وهو يصلي يستحب له أن يقول: الحمد لله. ويسمع نفسه، ذكره النووي، قال (٢): ولأصحاب مالك ثلاثة أقوال؛ أحدها هذا واختاره ابن العربي، والثاني: يحمد في نفسه، والثالث قاله سحنون: لا يحمد جهرًا ولا في نفسه. والسنة أن يضع العاطس يده أو ثوبه أو نحو ذلك على فمه، وأن يخفض صوته، وفي "سنن أبي داود" و"الترمذي" (٣) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض -أو غض- بها صوته، شك الراوي، قال الترمذي (٤): حديث حسن. وفي كتاب ابن السني (٥) عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه


(أ - أ) في جـ: لاحقه.
(١) عارضة الأحوذي ١٠/ ٢٠١، ٢٠٢.
(٢) المجموع ٤/ ٤٧٥.
(٣) أبو داود ٤/ ٣٠٨ ح ٥٠٢٩، والترمذي ٥/ ٨٠ ح ٢٧٤٥.
(٤) الترمذي ٨٠١٥ عقب ح ٢٧٤٥ وفيه: هذا حديث حسن صحيح.
(٥) عمل اليوم والليلة ص ١٣٣ ح ٢٦٧.