للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشارع إلى ترك التعرض حسمًا للمادة، فلما ذكروا له ضرورتهم لا فيه من المصالح من تعاهد بعضهم بعضًا ومذاكرتهم في أمور الدين ومصالح الدنيا وترويح النفوس بالمحادثة في المباح، دلهم على ما يزيل المفسدة المذكورة.

ولكل من الآداب شواهد؛ فأما إفشاء السلام فسيأتي (١)، وأما إحسان الكلام، فقال القاضي عياض (٢): فيه ندب إلى حسن معاملة المسلمين بعضهم لبعض، فإن الجالس على الطريق يمر به العدد الكثير من الناس فربما سألوه عن بعض شأنهم ووجه طرقهم، فيجب أن يتلقاهم بالجميل من الكلام ولا يتلقاهم بالضجر وخشونة اللفظ، وهو من جملة كف الأذى، وقد جاء في حديث أبي مالك الأشعري يرفعه (٣): "في الجنة غرف لمن أطاب الكلام". الحديث، وفي الصحيحين (٤): "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة". وأمَّا تشميت (أ) العاطس فقد مضى، ورد السلام قد مضى (٥)، وأمَّا المعاونة على الحمل فله شاهد في الصحيحين (٦) من حديث


(أ) في جـ: تشميته.