قوله:"القوي". المراد به عزيمة النَّفس والاجتهاد في أمر الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقدامًا على العدو في الجهاد، وأسرع خروجًا إليه، وذهابًا في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والصبر على الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصَّلاة والصوم والأذكار وسائر الطاعات وأنشط لها والمحافظة عليها ونحو ذلك.
وقوله:"وفي كل خير". معناه في كل من القوي والضعيف خير لاشتراكهما في الإيمان مع ما يأتي به الضعيف من العبادات.
وقوله:"احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز". احرص، فعل أمر من حرص، بفتحها، يَحرِص، وبكسرها في المضارع، ويجوز الفتح، من حرِص بكسر الراء، في الماضي، ومعناه احرص على طاعة الله تعالى والرغبة فيما عنده، واطلب الإعانة من الله تعالى على أداء الطاعة، كما قال الله تعالى:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}(١)، "ولا تعجز". بكسر الجيم ويجوز الفتح، يعني لا تكسل عن الطاعة ولا عن طلب الإعانة.
وقوله:"فلا تقل: لو" إلى آخره. قال بعض العلماء: هذا النَّهي إنَّما هو لمن قاله معتقدًا ذلك حتمًا، وأنه لو فعل ذلك لم يصبه قطعًا، فأمَّا من رد ذلك إلى مشيئة الله تعالى وأنه لن يصيبه إلَّا ما شاء، فليس من هذا. [واستدل](أ) بقول أبي بكر في الغار: لو أن أحدهم رفع رأسه
(أ) في ب، جـ: وليستدل. والمثبت من شرح مسلم ١٦/ ٢١٦.