لرآنا (١). قال القاضي عياض (٢): وهذا لا حجة فيه؛ لأنَّه إنما أخبر عن مستقبل، وليس فيه دعوى لرد [قدر](أ) بعد وقوعه. قال: وكذا جميع ما ذكره البُخاريّ (٣) في باب ما يجوز من "اللو"، كحديث:"لولا حدثان عهد قومك بالكفر لأتممت البيت على قواعد إبراهيم"(٤). و:"لو كنت راجمًا بغير بينة لرجمت هذه"(٥). و:"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك"(٦). وشبيه ذلك، فكله مستقبل لا اعتراض فيه على قدر، فلا كراهة فيه؛ لأنَّه إنما أخبر عن اعتقاده فيما كان يفعل لولا المانع وعما هو في قدرته، فأمَّا ما ذهب فليس في قدرته. قال القاضي: فالذي عندي في معنى الحديث أن النَّهي على ظاهره وعمومه، لكنَّه نهي تنزيه، ويدل عليه قوله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "فإن لو تفتح عمل الشَّيطان". قال النووي (٧): وقد جاء من استمعال "لو" في الماضي قوله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدى"(٨). وغير ذلك، فالظاهر أن النَّهي إنَّما هو عن إطلاق ذلك فيما لا فائدة فيه، فيكون نهى تنزيه لا نهي تحريم، فأمَّا من قاله تأسفًا على ما