للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مضاعفة الحسنة إلى عشرة أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء، فقوله: "ما نقصت". مجاز على الوجهين استعارة تبعية.

وقوله: "وما زاد الله" إلى آخره. يحتمل الحمل على ظاهره، وأن من عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب وزاده عزة وكرامة، فيكون حقيقة، ويحتمل أن المراد الأجر في الآخرة والعز هناك فيكون مجازًا.

وقوله: "ومما تواضع" إلى آخره. يحتمل أن يراد أن الله يرفعه في الدُّنيا، ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة، ويرفعه الله عند النَّاس ويجل مكانه، ويحتمل أن يراد أن الله تعالى يثيبه في الآخرة ويرفعه فيها بسبب تواضعه في الدُّنيا. قال العلماء: وهذه الاحتمالات في الألفاظ الثلاثة موجودة في العادة معروفة، وقد يكون المراد الاحتمالين معًا في جميعها في الدُّنيا والآخرة، والله أعلم.

١٢٩١ - وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أيها الناس، أفشوا السَّلام، وصلوا الأرحام، وأطعموا الطَّعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام". أخرجه التِّرمذيُّ (١) وصححه.

قوله: "أفشوا السَّلام". الإفشاء بمعنى الإظهار، والمراد نشر السَّلام بين


(١) التِّرمذيُّ، كتاب صفة القيامة، باب (٤٢) ٤/ ٥٦٢، ٥٦٣ ح ٢٤٨٥. وليس فيه. وصلوا الأرحام.