للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يعتقد أنَّه لا يقع إلَّا ما قدر (أ) الله فلا معاندة؛ لأنَّ الله تعالى خالق الأسباب ومسبباتها (ب). قال: وقالت طائفة: ينبغي أن يكون داعيًا بلسانه راضيًا بقلبه. قال: والأولى أن يقال: إذا (جـ) وجاء في قلبه إشارة الدعاء، أفضل وبالعكس. ومن حجتهم قوله تعالى: {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ} (١). فجعل الكشف مقيدًا بالمشيئة، وظاهر قوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (٢). ألا تتخلفٌ الاستجابة عن الدعاء، وفي الواقع ليس كذلك، أنَّه ليس كل داع يستجاب له، ويجاب عنه بأنه ملتزم ألا تتخلف الإجابة عن الدعاء، ولكنها تتنوع كما ورد في حديث عبادة بن الصَّامت، أخرجه التِّرمذيُّ والحاكم (٣) بإسناد صحيح يرفعه: "ما على الأرض مسلم يدعو بدعوة إلَّا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها". ولأحمد (٤) من حديث أبي هريرة: "إما أن يعجلها له، وإما أن يدخرها له". وله (٥) من حديث أبي سعيد يرفعه: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلَّا أعطاه الله بها


(أ) في جـ: قدره.
(ب) في حاشية ب: على أنَّه قد أخرج الحاكم عن عائشة وصححه مرفوعًا: لا يغني حذر من قدر. والدعاء ينفع ممَّا نزل ومما لم ينزل، وإن النبلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. وأخرج عن ثوبان وصححه يرفعه: لا يرد القدر إلَّا الدعاء. وأخرج عن ابن عمر مرفوعًا: الدعاء ينفع ممَّا نزل ومما لم ينزل. انتهى من المستدرك للحاكم الدعاء.
(جـ) في جـ: إذ.