للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٩٩ - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما عمل ابن آدم عملًا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله". أخرجه ابن أبي شيبة والطبراني (١) بإسناد حسن.

الحديث فيه دلالة على فضيلة ذكر الله تعالى، وأنه المنجي من المخاوف في الآخرة.

١٣٠٠ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "ما جلس قوم مجلسًا يذكرون الله إلَّا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده". أخرجه مسلم (٢).

قوله: "حفتهم الملائكة". أي يدنون منهم ويقيمون حولهم، وقد جاء في حديث البُخاريّ: "فيحفونهم بأجنحتهم" (٣). أي يدنون أجنحتهم حول الذاكرين. وهو في معنى حديث مسلم؛ لأنهم إذا أدنوا أجنحتهم حولهم فقد حفوا بهم.

وقوله: "وغشيتهم الرحمة". أي صارت الرحمة محيطة بهم حتَّى صارت لهم كالغشاء المحيط بالمغشي.

والحديث فيه دلالة على فضيلة مجالس الذكر والذاكرين، وفضل الاجتماع على ذلك، وفيه محبة الملائكة لبني آدم واعتناؤهم بهم، كما في


(١) ابن أبي شيبة ١٠/ ٢٩٩، والطبراني ٢٠/ ١٦٦، ١٦٧ ح ٣٥٢.
(٢) مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر ٤/ ٢٠٧٤ ح ٢٧٠٠/ ٣٩.
(٣) البُخاريّ ١١/ ٢٠٨، ٢٠٩ ح ٦٤٠٨.