للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والإحاطة، ويكون من باب الاستعارة التمثيلية، شبه إسبال الرحمة والتوفيق وإحاطته بالنعم على الذاكر مع الرضى بحاله بحال الصاحب الملازم لمن (أ) صحبه، فاستعمل فيه "مع" الدّالة على معنى الصاحبة. وقال ابن أبي حمزة (١): معناه: أنا معه بحسب ما قصد من ذكره لي. قال: ثم يحتمل أن يكون الذكر باللسان فقط أو بالقلب فقط أو بهما، أو بامتثال الأمر واجتناب النَّهي. قال: والذي تدل عليه الأخبار أن الذكر على نوعين؛ أحدهما، مقطوع لصاحبه بما تضمنه هذا الخبر، والثاني، على خطر. قال: والأول مستفاد من قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} (٢). والثاني من الحديث الذي فيه: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلَّا بعدا" (٣). لكن إن كان في حال المعصية يذكر الله بخوف ووجل ممَّا [هو] (ب) فيه، فإنَّه يرجى له. والحديث في البُخاريّ (٤) أخرجه عن أبي هريرة بلفظ قال: قال النَّبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم -: "يقول الله عزَّ وجلَّ: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرنى في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي بشير تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت منه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة".


(أ) في جـ: بمن.
(ب) ساقط من: جـ.