للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في قوله: "إنه كالصائم لا يفطر والقائم لا يفتر" (١). وطريق الجمع، والله أعلم، أن المراد بالذكر الذي هو أفضل الأعمال؛ هو الذكر الكامل الذي يجتمع فيه ذكر اللسان والقلب بالتفكر في المعنى، واستحضار عظمة الله تعالى، وأن الذي يحصل له ذلك يكون أفضل من الذي يقاتل الكفار من غير استحضار لذلك، وأن أفضلية الجهاد إنما هي بالنسبة إلى ذكر اللسان المجرد، فمن ذكر الله سبحانه جامعًا للسان والقلب في حال صلاته، أو صيامه، أو تصدقه، أو جهاده، فهو الذي بلغ الغاية القصوى. وأجاب القاضي أبو بكر بن العربي (٢) بأنه: ما من عمل صالح إلَّا والذكر مشترط في تصحيحه، فمن لم يذكر الله عند صدقته أو صيامه فليس عمله كاملًا، فصار الذكر أفضل الأعمال من هذه الحيثية، ويشير إلى هذا حديث (أ) "نية المؤمن خير من عمله" (٣). والله أعلم.

١٣٠١ - وعنه قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "ما قعد قوم مقعدًا لم يذكروا الله تعالى، ولم يصلوا على النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم -، إلَّا كان حسرة عليهم يوم القيامة". أخرجه التِّرمذيُّ (٤)، وقال: حسن.

الحديث ورد بلفظ: "إلَّا كان عليهم حسرة" (٥). وبلفظ: "إلَّا كان


(أ) ساقط من: جـ.