للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عليه وسلم أن التعمق والتشديد ينافي قاعدة شريعته، صلى الله عليه وسلم، من التسهيل والتيسير، وهذا يدفع جواب الطبري بأنه يغتفر للحبش ما لا يغتفر لغيرهم فيقرر (أ) حيث ورد ويدفع قول من قال: إن اللعب بالحراب ليس لَعِبًا مجردا بل فيه تدريب الشجعان على مواقع الحروب والاستعداد للعدو ففي ذلك من المصلحة التي تجمع عامة المسلمين ويحتاج إليها إقامة الدين فيجوز في المسجد.

وفي الحديث دلالة على جواز النظر إلى اللهو المباح، وفيه حُسْن خُلُقِه، صلى الله عليه وسلم، مع أهله وكرم معاشرته، وفَضْل عائشة وعِظَم محلها عنده.

فائدة في سَتْرِهِ صلى الله عليه وسلم لها (ب): فوقع في البخاري في بعض ألفاظه "سترني بردائه" (١)، وفي بعض ألفاظه: "فأقامني وراءه خدي على خده" (٢) أي متلاصقين، وفي بعضها: "فوضعت رأسي علي مَنْكِبه" (٣)، وفي رواية: "فوضعتُ ذَقني على عاتقه وأسندت وجهي إلى خده" (٤)، وفي رواية: "أنظر بين أذنه وعاتقه" (جـ) (٥) وقد استنبط من هذه الألفاظ أنها كانت مستترة بقيامها خلف النبي، صلى الله عليه وسلم، وأن مثل ذلك يكفي في الستر إذا قام مقام الرداء، ويجاب عنه بأن الستر بالرداء متعين لأن القصة واحدة، وقد وقع التعيين في بعض الألفاظ بالساتر فتحمل بقية الألفاظ عليه، والله أعلم.

١٩٩ - وعنها - رضي الله عنها "أنَّ وليدةً سوداءَ كان لها خِباءٌ في المسجد،


(أ) في هـ: فيقر.
(ب) ساقطة من جـ.
(جـ) في جـ: مايقه.