والله - إن شاء الله - لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة». قال ابن عباس: فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، «فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر، فجلست حوله تمس ركبتي ركبته ..»(١) الحديث ..
ووجه الإشكال: قول ابن عباس - رضي الله عنهما -: عجلت الرواح حين زاغت الشمس.
وقد يقال: هذه اللفظة للأويسي عن صالح عن ابن كيسان، وقد خالف أصحاب الزهري، كمالك ويونس وابن عيينة والليث ومعمر وأبي بكر بن حزم، فبعض ألفاظهم سقط هذا الحرف جملة وفي لفظ مالك كما عند أحمد:
(١) صحيح البخاري (٦٨٣٠)، قال ابن كثير: في مسند الفاروق (٢/ ٥٣١): "حديث عظيم أخرجه الجماعة في كتبهم من طرق متعددة، من حديث الزهري، فرواه البخاري عن يحيى بن سليمان عن ابن وهب عن مالك ويونس، وأخرجه أيضا من حديث معمر وسفيان بن عيينة وصالح بن كيسان، ومسلم من حديث يونس وسفيان بن عيينة، وأبو داود من حديث هشيم، والنسائي من حديث الليث وأبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. كلهم عن الزهري به .. ورواه النسائي من طرق آخر منقطعة ومرسلة، وفيما ذكرنا كفاية والله اعلم" ا. هـ.