للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - كظم الغيظ لأنه فضيلة: على الغاضب أن يتفكر في فضيلة كظم الغيظ وكسر حدة الغضب، يقول ابن الجوزي: "ثم يتفكر في فضل كظم الغيظ، فقد مدح الله سبحانه القوم" (١). فقال: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} (٢) وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -وإن لم يستشهد به ابن الجوزي- "من كَظَمَ غَيْظًا وهو قادرُ على أن ينفذُه دعاه الله يومَ القيامةِ على رؤوسِ الخلائقِ حتى يخيرهُ من أي الحورِ شاءَ" (٣).

٤ - ذكر قصة الناس الكثيري الغضب وعاقبة غضبهم: لقد أورد ابن الجوزي بعض القصص للعظة والعبرة لمن أفرط في غضبه، فقال: "ومتى لم يسكن الغضبان عند شدة فورته لم يؤمن أن تبدر منه نكاية يندم عليها إما في نفسه أو في المغضوب عليه، فكم ممن غضب فقتل وجرح اْو كسر عضو ولده ثم بقي الدهر نادمًا على ما فعل. ومنهم من ينكأ في نفسه، فإن رجلًا غضب مرةً فصاح فنفث الدم في الحال وأدى به الأمر إلى الهلاك، فمات، ولَكَم رجل رجلًا فانكسرت أصابع اللاكم ولم يستضرّ الملكوم" (٤).

وهذه القصص التي أوردها ابن الجوزي، لها مغزى تربوي جليل، يتضح في أخذ العظة والعبرة من الآخرين في سلوكهم الغاضب، وما نتج منه من ضررٍ ظاهرٍ يحسه القارئ أو المستمع، فيتجنبه، والقصص أسلوب تربوي غير مباشر.

٥ - أن يتصور الإِنسان حاله أو منظره في حالة الغضب ويقيس ذلك بحال سكونه: وقد قال ابن الجوزي في ذلك: "أن يتصور الغضبان حاله عند الغضب، ثم يتصور حاله عند السكون، فحينئذ يعلم أن حالة الغضب حالة جنون وخروج عن مقتضى العقل. ومتى لم ينثن عزم الغضبان عن ضرب المغضوب عليه فاستقر وغير ذلك ووعد نفسه بالفعل


(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. اللطائف والطب الروحاني. ص ١٠٩.
(٢) سورة آل عمران، الآية ١٣٤.
(٣) مرجع سابق، الأزدي. سنن أبي داود. الجزء الخامس، ص ١٣٧، كتاب الأدب، باب من كظم غيظًا، حديث رقم ٤٧٧٧.
(٤) مرجع سابق، ابن الجوزي. اللطائف والطب الروحاني. ص ١١٠ - ١١١.

<<  <   >  >>