التي لم يوثقها بالآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية، ولكنه كتبها من خلال فهمه الشامل للمنهج التربوي الإسلامي، ومن خلال خصائصه وانطباق شروط الاجتهاد عليه. وهذه الآراء التربوية في حدود الـ ٣٠٠ رأيًا تربويًّا، وهي موزعة بين موضوعات هذا البحث. هذا في حدود ما درسته الباحثة من تراثه الكثير المتنوع.
وهذا العدد من الآراء التربوية يدل على فهم ابن الجوزي وقدرته على إدراك منهج التربية الإِسلامية.
ثانيًا: وجوه الاستفادة من طريقة اجتهادات ابن الجوزي التربوية
إن انطباق شروط المجتهد على ابن الجوزي، ذلك المربي المسلم وقدرته على توظيف هذه الشروط والاستفادة منها في بلورتها إلى آراء إسلامية، تدعو المتأمل فيها إلى استنباط صفات علمية وخلقية وشخصية، لابد من توافرها في الباحث المعاصر في التربية الإسلامية، حتى يكون مؤهلًا للبحث العلمي، ولكي تتكون لديه القدرة على الفهم والتفسير، والاستنباط والتحليل والتركيب من خلال الفهم الصحيح للمنهج الإِسلامي من جميع جوانبه.
وأهم الصفات التي يمكن استنباطها من شخصية ابن الجوزي ومن طريقة اجتهاداته التربوية، والتي ينبغي وجودها في الباحث التربوي المعاصر في التربية الإِسلامية هي:
١ - الفهم الصحيح للقرآن الكريم وعلومه، ومعرفة الناسخ والمنسوخ، وكل ما يتعلق بأحكام الآيات القرآنية وأسباب نزولها ومعناها ومقاصدها.
٢ - الفهم الصحيح للحديث وعلومه، ومعرفة طرق تخريج الأحاديث من مصادرها، وصحة الحكم عليها، وأحوال الرواة ودرجة صدقهم والثقة بهم. هذا بالإضافة إلى معرفة السُّنّة النبوية الفعلية والتقريرية ومعرفة مناسبتها والأحوال التي قيلت فيها.
٣ - إتقان اللغة العربية من حيث قواعدها النحوية والصرفية واللغوية للكتابة الصحيحة، ومعرفة بعض أوجه إعجازها البياني والبلاغي.