إن هذا الكتاب كان رسالة الدكتوراه في الأصل وقد أشرفت عليها وعايشتها من بدايتها إلى نهايتها قرابة خمس سنوات، وبعد تعديلات وتصحيحات أصبح كتابًا متميزًا من عدة نواح:
أولها: أنه يتصف بكل مواصفات البحث العلمي.
وثانيها: أنه يتناول كل جوانب آراء ابن الجوزي التربوية.
وثالثها: أنه يعقد مقارنة بين شخصية ابن الجوزي مع بعض شخصيات قرنائه وبين آرائه التربوية وآراء تربوية لأحد المعاصرين في المجال نفسه للتعرف على آثار الزمان والعصر على بناء شخصية الإنسان وعلى نهج تفكيره وآرائه.
ورابعها: أنه لا يكتفي بوضع آراء ابن الجوزي التربوية على بساط البحث، بل يعقد دراسة لوجوه الاستفادة من تلك الآراء ومن منهجه وطريقة اجتهاداته في حياتنا المعاصرة. كما يتناول تقويم آرائه دون مجاملة.
ومع كتاب متميز نجد أنفسنا مع كاتبة وباحثة متميزة فقد وجدتها تمتلك قدرات علمية وأهداف عالية وطموحة ومواصفات بحثية مثل الصبر والجلد والإخلاص والكتابة عن قناعة والشعور بالمسؤولية واستهداف خدمة الدين والأمة. وهي وإن كانت في بداية الطريق، فإن هذه المواصفات إذا بقيت معها سوف تدفعها إلى التقدم والتفوق وإلى أعمال أخرى إن شاء الله.