للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تكتسب المهارة من دوام العمل" (١). كذلك من الأمور التي تنمِّي العقل شغله -كما قال ابن الجوزي- "بالتفكر، والنظر في عواقب الأحوال، والاستدلال بالشاهد على الغائب" (٢).

وكما ذكرنا -من خلال رأي ابن الجوزي- أن الحمق والغفلة مكتسبة إذا لم تكن من أصل فطرة المرء، فهذه يمكن علاجها عن طريق التربية والتعليم والتوجيه، فقال ابن الجوزي: إن ذكر المغفلين يحث المتيقظ على اتقاء أسباب الغفلة، إذا كان ذلك داخلًا تحت الكسب وعامله فيه بالرياضة" (٣). وقوله أيضًا: "وإنما ينتفع بالرياضة والتأديب من أصل جوهره سليم، فتدفع الرياضة العوارض المفسدة" (٤).

رابعًا: القدرات العقلية وعلاقتها بالصفات الجسمية والسلوكية

يرى ابن الجوزي أن للأذكياء والحمقى صفات يستدل بها عليهم، وقد قسمها قسمين:

١ - القسم الأول: من حيث الصورة.

٢ - القسم الثاني: من حيث الخصال والأفعال.

١ - القسم الأول: من حيث الصورة:

ويقصد بها الصفات التي يتصف بها كل من الأحمق والذكي، وقد استشهد ابن الجوزي بأقوال الحكماء، الذين ربطوا بين شكل الإنسان والحمق، فقال: "إذا كان الرأس صغيرًا رديء الشكل دل على رداءةٍ في هيئة الدماغ. . . وحسن الصوت دليل على الحمق وقلة الفطنة، واللحم الكثير الصلب دليل على غلظ الحِس والفهم، والغباوة والجهل في الطوال أكثر. ومن العلامات التي لا تخطئ طول اللحية، فإن صاحبها لا يخلو من الحمق" (٥).


(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ٤١٩.
(٢) المرجع السابق، ص ٤١٩.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. أخبار الحمقى والمغفلين. ص ١٦.
(٤) المرجع السابق، ص ٢٥.
(٥) المرجع السابق، ص ٢٨ - ٢٩.

<<  <   >  >>