للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• الفصل الثاني طريقة ابن الجوزي في اجتهاداته التربوية ووجوه الاستفادة منها

أولًا: طريقة اجتهاداته التربوية من خلال شروط الاجتهاد وضوابطه

سبق في الباب الخامس الخاص بتقويم آراء ابن الجوزي التربوية، أن أثبتت الباحثة اعتماد ابن الجوزي عند توثيق آرائه التربوية على القرآن الكريم، والسُّنّة النبوية الشريفة، والقواعد الأصولية والفقهية، وعلم المنطق، وعلم الكلام، بالإضافة إلى استعانته بالقصص والشعر التربوي المناسب لهذه الآراء.

ولم يحدد ابن الجوزي في مؤلفاته المتعددة منهجه في كتابة آرائه التربوية، لأنه كما سبق أن وضحت الباحثة، أنه عرض الآراء التربوية كغيره من علماء المسلمين الذين كتبوا في كل فروع المعرفة دون تخصيص لعلم التربية. وهذا لا يعني أنه لم يلتزم بمنهجية محددة في كتاباته، بل إن كتاباته التربوية تدل على أنه التزم بأصول وقواعد مختلفة، سنبينها بعد عرض موجز لشروط الاجتهاد في الشريعة الإسلامية، التي تظهر بصماتها بوضوح في كتاباته التربوية. وقد يسأل سائل: ولماذا شروط الاجتهاد في الشريعة الإِسلامية بالذات دون غيرها؟.

والإجابة عن ذلك تتجلى في أن الاجتهاد بضوابطه الشرعية، باب واسع يستوعب متطلبات البشرية حسب ظروف العصر ومتغيراته المختلفة، ويعالج المشكلات الطارئة ضمن الإطار العام للمنهج الإِسلامي.

<<  <   >  >>