للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأربعين بالتصانيف والتعليم. هذا إذا كان قد بلغ ما يريد من الجمع والحفظ وأعين على تحصيل المطالب" (١).

وقد أثبتت الدراسات النفسية "أن ذروة الإنتاج العقلي في نواحي النشاط المختلفة تظهر في المرحلة الزمنية التي تمتد من ٢٠ سنة إلى ٤٠ سنة" (٢). إلى ما بعدها، وهذا ما نلاحظه من إنتاج كبار المفكرين الذين نبغوا في أعمال عظيمة قبل سن الأربعين وبعده؛ لأن موهبة التأليف ليس لها زمن محدد. وإن كان ابن الجوزي قد نبه على استغلال هذه الفترة الزمنية من العمر في العلم والكتابة والحفظ والتأليف لأنها سن النضج والوعي.

خامسًا: رأي ابن الجوزي في مرحلة الشيخوخة

قال ابن الجوزي عن هذه المرحلة: "والموسم الرابع: من بعد الخمسين إلى تمام السبعين وذلك زمن الشيخوخة" (٣).

ورد في لسان العرب معنى الشيخ: "هو الذي استبانت فيه السن وظهرَ عليه الشيبُ، وقيل هو شيخ من خمسينِ إلى آخره، وقيل: هو من الخمسين إلى الثمانين" (٤).

وبذلك يكون ابن الجوزي قد اتفق مع المعنى اللغوي، واختلف مع علم النفس الذي حدد الشيخوخة من "٦٠ - إلى نهاية العمر" (٥). وحددها د. الهاشمي من سن ٦٦ - إلى نهاية العمر" (٦).

وقد ركز ابن الجوزي في هذه المرحلة أيضًا على جانبين:

الجانب الأول: ضعف الشهوة في هذه المرحلة وغلبة بعض الأهواء


(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ٢٢٩.
(٢) مرجع سابق، السيد، د. فؤاد، البهي. الأسس النفسية للنمو. ص ٣٩٠.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. "تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر". ص ٥٨.
(٤) مرجع سابق، ابن منظور. لسان العرب. المجلد الثالث، ص ٣١.
(٥) مرجع سابق، السيد، د. فؤاد، البهي. الأسس النفسية للنمو. ص ٣٣٥.
(٦) مرجع سابق، الهاشمي. علم النفس التكويني. ص ٣٠٧.

<<  <   >  >>