للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"فليعلمانه الطهارة والصلاة ويضربانه على تركهما إذا بلغ سبع سنين" (١). وقد اقتبس ذلك من قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -وإن لم يستشهد به- "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع" (٢). وقال: "يجب عليه أن يعرف ما يجب عليه من الوضوء والصلاة والزكاة -إن كان له مال- والحج وغير ذلك من الواجبات، فإذا عرف قدر الواجب قام به" (٣).

جـ - الاهتمام بتنشئة الطفل على الفضائل والآداب الصالحة:

ينبغي أن يتم تدريب الطفل منذ بداية نشأته، على الفضائل والأخلاقيات والآداب الصالحة، حتى تصبح جزءا من سلوكه وشخصيته. وفي هذا المعنى يقول ابن الجوزي: "أقوم التقويم ما كان في الصغر، فأما إذا ترك الولد وطبعَه، فنشأ عليه ومرن، كان ردّه صعبًا، ثم المواظبة على الرياضة (٤) أصل عظيم في حق الصبيان، فإن ذلك يفيدهم أن يصير الخير عادة" (٥).

ثالثًا: وسائل التربية الإرادية في نظر ابن الجوزي

حتى تقوى إرادة الفرد، وتتصلب أمام ضعفه البشري، لابدّ من وسائل لتربية إرادته لمواجهة ما يعترضه بقوة وعزيمةٍ، وإيمان واقتناع. وقد اقتبست الباحثة عناوين هذه الوسائل من كتاب، جوانب التربية الإِسلامية الأساسية للدكتور مقداد يالجن، لأنه كما ذكرت سابقًا، أن ابن الجوزي كتب في التربية الإرادية بصفة عامة دون تحديد مسمّاها أو عناوينها، ولكن قامت الباحثة بتصنيف ما كتبه متناثرًا في مؤلفاته العديدة التي درستها. وأهم هذه الوسائل هي:


(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. "تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر". ص ٥٨.
(٢) مرجع سابق، الألباني، محمد، ناصر الدين. صحيح الجامع الصغير وزيادته. المجلد الثاني، ص ١٠٢١ - ١٠٢٢، حديث رقم ٥٨٦٨.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. لفتة الكبد إلى نصيحة الولد. ص ٤٤.
(٤) معنى الرياضة هنا: التربية والتدريب والتوجيه الخلقي.
(٥) مرجع سابق، ابن الجوزي. اللطائف والطب الروحاني. ص ١٣٣.

<<  <   >  >>