للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هناك مجموعة من الآراء التربوية مخالفة للمنهج الإسلامي- سأذكرها هنا:

سادسًا: الآراء التربوية لابن الجوزى المخالفة للمنهج التربوي الإسلامي

على الرغم من أن معظم آراء ابن الجوزي التربوية موافقة للمنهج التربوي الإسلامي، فقد كان هناك بعض الآراء التربوية المخالفة والمتعارضة مع الفكر التربوي الإسلامي وربما كان ذلك ناتجًا من تأثر ابن الجوزي -في أثناء قراءته- بالفكر اليوناني، أو المذاهب المعاصرة لحياته.

وهناك بعض الآراء مبنية على الأحاديث الضعيفة، وهي كالآتي:

١ - بيَّن ابن الجوزي أن هناك علاقة بين القدرات العقلية وشكل الإنسان، وصدَّرها بآراء الحكماء فقال في ذلك:

"إذا كان الرأس صغيرًا رديء الشكل دلَّ على رداءةٍ في هيئة الدماغ. . .

وحسن الصوت دليل على الحمق وقلة الفطنة، واللحم الكثير الصلب دليل على غلظ الحس والفهم، والغباوة والجهل في الطول أكثر. ومن العلامات التي لا تخطئ طول اللحية، فإن صاحبها لا يخلو من الحمق" (١).

وهذا الرأي تؤيده الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة، وهي:

أ - "ما خلا قصيرٌ من حكمةٍ. قال في المقاصد لم أقف عليه. . . وعن الحسن بن علي رفعه إن الله جعلَ البهاءَ والهَوَج -بفتحتين أي الحمق- في الطوال، ورواه بعضهم ما خلا قصيرٌ من حكمةٍ، ولا طويل من حماقةٍ" (٢).

ب - وقد ورد حديث: "طولُ اللحيةِ دليل على قلةِ العقلِ. يروى


(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. أخبار الحمقى والمغفلين. ص ٢٨ - ٢٩.
(٢) العجلوني، الجراحي، إسماعيل، محمد. كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس. (تحقيق) القلاش، أحمد، القاهرة، مكتبة التراث الإِسلامي، ودار التراث، الجزء الثاني، ص ٢٦١.

<<  <   >  >>