للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عقله على طبعه وحكم عليه يسلم، ومن غلب طبعه، فيا سرعة هلكته" (١).

ومما سبق في هذا الفصل .. نجد أن ابن الجوزي، قد أعطى للقارئ تصورًا معقولًا لطبيعة النفس البشرية، لا يتسم بالعمق ولا بالسطحية، مقتبس طبيعتها وخصائصها وصفاتها من الآيات القرآنية والسُّنّة النبوية الشريفة. وهذا واضح من دقة الألفاظ والتعبيرات التي استخدمها في كتابته، معبرًا عن آرائه التربوية. كما أن آراء ابن الجوزي التربوية في هذا المجال، تدل بما لا يدع مجالًا للشك، على عمق ثقافته الإسلامية، وخبرته في معاملة النفس البشرية، وقدرته على توظيف معارفه الإسلامية في خدمة الفكر التربوي الإسلامي.

سابعًا: الآراء التربوية المستخلصة من هذا الفصل

يتعلق هذا الفصل بآراء ابن الجوزي التربوية في طبيعة النفس البشرية، ومعالجة أمراضها وتوجيه دوافعها، توجيهًا تربويًا مناسبًا، ومن خلال تحليل هذه الآراء، نستخلص هذه الآراء التربوية:

١ - ضرورة معرفة المربي بطبيعة النفس البشرية وخباياها وما فيها من دوافع وميولٍ وانفعالاتٍ وعواطف، حتى يستطيع توجيهها بطريقةٍ صحيحةٍ وعن علمٍ ومعرفةٍ.

٢ - أهمية إيضاح الغاية من وجود الإِنسان للتلميذ نفسه، حتى يسهل عليه تحديد أهدافه في الحياة، مستمدًا ذلك من أهداف الإِسلام الكبرى.

٣ - الاعتراف بحاجات الجسم والروح والعقل، وضرورة إشباعها بطريقة معتدلةٍ ومتوازنةٍ في ضوء القيم الإِسلامية، بحيث تساعد الإِنسان على تحقيق العبودية لله -عز وجل-، وتحقيق خلافة الإِنسان على وجه الأرض.

٤ - الاعتراف بانفعالات الإِنسان وعواطفه وضرورة معرفة الطرق


(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ٦٣.

<<  <   >  >>