للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - إحسان الظن بالله تعالى

كذلك على المرء في لحظة موته أن يحسن الظن بالله تعالى حتى لا يغويه الشيطان، وقد استشهد ابن الجوزي بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ذلك: "لا يَموتنَّ أحدُكم إلا وهو يحسن بالله الظن" (١). وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله -عز وجل- أنا عند ظنِ عبدي بي" (٢).

جـ - علاج الخوف من المستقبل

حرر الله تعالى الإنسان من الخوف من المستقبل، لأن المستقبل غيب لا يعلمه إلا الله -عز وجل-: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (٣)، وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (٤). كما حررِه من الخوف من أذي الناس لقول الله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} (٥). وقوله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (٦)، وهذا العلاج لم يذكره ابن الجوزي ولكن ذكرته الباحثة لتوفي الموضوع حقه.

د - علاج الخوف من المرض:

كذلك حرره من الخوف من نزول المرض به، وفي ذلك يقول ابن الجوزي: "ولا ينبغي للعاقل أن يشتد خوفه من نزول المرض، فإنه نازل


(١) مرجع سابق، النيسابوري. صحيح مسلم. الجزء الرابع، ص ٢٢٠٥، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت، حديث رقم (٨١ - ٢٨٧٧).
(٢) المرجع السابق، الجزء الرابع، ص ٢٠٦١، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب الحث على ذكر الله تعالى، حديث رقم (٢ - ٢٦٧٥).
(٣) سورة الأنعام، الآية ٥٩.
(٤) سورة الحجرات، الآية ١٨.
(٥) سورة الأعراف، الآية ١٨٨.
(٦) سورة التوبة، الآية ٥١.

<<  <   >  >>