للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يكتمل نمو العضلات" (١). بالإضافة إلى أن "الكتب الطبية لا تميز مرحلة المضغة والعظام واللحم، وتكتفي بتصنيف يعتمد على الأسابيع والأيام، ويقسم النمو الجنيني إلى مرحلتين: مرحلة الجنين، ومرحلة الحميل، ولكننا عندما نتابع في ضوء علم الأجنة الترتيب الذي تحصل به التغيرات خلال الأسبوع الرابع، نجد اتفاقًا مع الترتيب القرآني" (٢).

ومعلومات ابن الجوزي في علم الأجنة -كما سبق أن ذكرنا- تستند إلى فهمه لتفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ولم تخضع معلوماته للتجربة العلمية التي وضحت بعض التفصيلات الدقيقة جدًا من خلال مشاهداتها المتعددة. وهذا لا يعني أن القرآن لم يذكرها، بل ذكرها، وإنما حدود تفسيرهم للآية القرآنية، يقف على المعنى الظاهري لها، ولا تظهر التفصيلات الدقيقة إلا من خلال المشاهدات المعملية المتكررة، التي تؤكد ما جاء في الآية من إعجاز علمي سابق، قد يذهب بالمفسر إلى الخطأ غير المقصود. وهذا البروفسور جيليت الذي لم يقرأ قول الله تعالى: {فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا} (٣)، ولكنه من خلال تجاربه العلمية أكد ما جاء فيها فقال: "إنه فى الشهر الثالث تبدأ الأظافر، ونقط تكوين العظام ثم تكسى العظام باللحم" (٤).

وقد وضح د. محمد علي البار هذه المرحلة بقوله: "ففي مرحلة العلقة يظهر الحبل الظهري وهو المحور الهيكلي، ويعرف بالعضو سابق العمود الفقري؛ إذ إنه يسبق ظهور العمود الفقري ويمر بثلاثة أطوار:

أولها: حبل متصل وسط النسيج الغضروفي.

وثانيها: يتخذ شكل المسبحة.

والدور الثالث: الضمور والاختفاء.

فالمرحلة الأُولى تعرف بالمرحلة الغشائية (النسيج سابق العظام)،


(١) المرجع السابق، ص ١٣٦.
(٢) المرجع السابق، ص ١٣٥.
(٣) سورة المؤمنون، الآية ١٤.
(٤) مرجع سابق , البار. خلق الإنسان بين الطب والقرآن. ص ١٣٦.

<<  <   >  >>