[الباب الرابع رأي ابن الجوزي في تربية جوانب شخصية المسلم]
من خصائص التربية الإِسلامية، أنها تربية شاملة متكاملة متوازنة، تعنى بجميع جوانب الكيان الإنساني، كما أنها تتفق مع فطرة الإِنسان، وتتعامل معه بواقعية، تجمع بين المطالب الجسدية والروحية، العقلية والنفسية، الخلقية والاجتماعية، وفي دراستنا لهذا الفصل تناولت الباحثة كل جانبٍ من جوانب النفس البشرية، كلًا على حدة حسب مقتضى الدراسة النظرية، والكيان الإنساني كيانٍ حيويٍ مترابطٍ، متداخل العمليات والأدوار والوظائف، لا يمكن فصله أو تجزئته. وهذه الجوانب سنبرزها من خلال آراء ابن الجوزي، المستقاة من المنهج التربوي الإِسلامي، ولم يقيد ابن الجوزي هذه الجوانب بمرحلة عمرية من مراحل النمو الإنساني، بل عرضها بصفةٍ عامةٍ، كذلك لم يحدد هذه الجوانب تحت مسماها المناسب، ولكن قامت الباحثة بتصنيفها ووضعها في الجانب الخاص بها. وقامت الباحثة ببيان أهم الجوانب التي تناولها ابن الجوزي من خلال آرائه التربوية.