للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"وأوقات الجوع خير من أوقات الشبع، ولا يحمد الحفظ بحضرة خضرة وعلى شاطئ نهر، لأن ذلك يلهي. والأماكن العالية للحفظ خير من السوافل، والخلوة أصل، وجمع الهم أصل الأصول" (١) وقد أكد د. يالجن ضرر الشبع عند الحفظ، فقال ينبغي: "أن تكون المعدة قد خفت من ثقل الطعام وكثرته، فيشعر الإنسان عند ذلك بالخفة والنشاط في جسمه وعقله" (٢).

٥ - الاستفادة من طاقاته العقلية المختلفة في حفظ العلوم المهمة أولًا، ثم الأقل أهمية، وذلك حتى لا يبدد المتعلم هذه القدرات فيما لا يفيد. قال ابن الجوزي: "ثم لينظر ما يحفظ من العلم، فإن العمر عزيز، والعلم غزير. وإن أقوامًا يصرفون الزمان إلى حفظ ما غيره أولى منه، وإن كان كل العلوم حسنًا، ولكن الأولى تقديم الأهم والأفضل (٣).

٦ - عدم الانتقال من مادة إلى أُخرى، حتى يتقنها ويتأكد من ثبوتها في ذهن المتعلم، قال ابن الجوزي: "وأن لا يشرع في فن حتى يحكم ما قبله" (٤).

٧ - تقسيم المادة العلمية إلى أجزاء مناسبة حسب قدرة المتعلم، وهذه تسمى بالتمرين الموزع، وقد "دلت التجارب على أن توزيع فترات التمرين أكثر فائدة من تركيزها في كثير من أنواع التعلم، وعلى الأخص في تعلم المهارات والخبرات التي لا ترتكن كثيرًا على عامل المعنى، وذلك لأن التمرين المتصل قد يؤدي إما إلى تعب المتعلم، وإما إلى ملله ونقص رغبته في التحصيل، وإما إلى حدوث ظاهرة الكفّ الرجعي، حيث تتداخل عناصر الخبرات المتعلَّمة بعضها في البعض الآخر، فيعرقل بعضها البعض" (٥). وفي هذا المعنى يقول ابن الجوزي: "والصواب أن


(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ١٧٨.
(٢) مرجع سابق، يالجن. توجيه المتعلم في ضوء التفكير التربوي الإسلامي. ص ٧٤.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ١٧٨.
(٤) المرجع السابق، ص ١٧٨.
(٥) مرجع سابق، الغريب، د. رمزية. التعلم. ص ٥٢٨ - ٥٢٩.

<<  <   >  >>