للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أُمروا بعلم جُلها ومن غير بحث عن حقائقها، كالروح مثلًا (١)، فإن الله تعالى سترها بقوله: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} (٢)، فلم يقنعوا، وأخذوا يبحثون عن ماهيتها ولا يقعون بشيء".

٧ - وثق ابن الجوزي رأيه في تربية الإرادة للوقاية من الوقوع في المعصية بقوله: "فكم يتعلق بالزنى من محن لا يفي معشار عشرها بلذة لحظة، منها هتك العرض بين الناس وكشف العورات المحرمة. وخيانة الأخ المسلم في زوجته إن كانت متزوجة وفضيحة المزني بها وهي كأخت له أو بنت. فإن علقت منه ولها زوج الحقته بذلك، وكان هذا الزاني سببًا في ميراث من لا يستحق، ومنع من يستحقّ. ثم يتسلسل ذلك من ولد إلى ولد. وأما سخط الحق سبحانه فمعلوم (٣). قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} (٤).

٨ - قال ابن الجوزي في معنى المغفرة وما يتبعها من ندم: "مثل أن يعرض له مستحسن فيغلبه الطبع، فيطلق النظر ويتشاغل في حال نظره بالتذاذ الطبع عن تلمُّح معنى النهي، فيكون كالغائب أو كالسكران، فإذا انتبه لنفسه ندم على فعله، فقام الندم بغسل تلك الأوساخ التي كانت كأنها غلطة لم تُقصد .. فهذا معنى قوله تعالى: {إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} (٥). فاما المداوم على تلك النظرة المردّد لها، المصرّ عليها، فكأنه في مقام متعمد للنهي، مبارز بالخلاف، فالعفو يبعد عنه بمقدار إصراره. ومن البعد أن لا يرى الجزاء على ذلك" (٦).

٩ - وثق ابن الجوزي رأيه في العلاج التربوي للذنوب والمعاصي بالآيات وذلك في قوله (٧): "قد أمر الله سبحانه وتعالى بالتوبة فقال:


(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ٧٥.
(٢) سورة الإسراء، الآية ٨٥.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ٤١٦.
(٤) سورة الإسراء، الآية ٣٢.
(٥) سورة الأعراف، الآية ٢٠١.
(٦) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ١٧٩.
(٧) مرجع سابق، ابن الجوزي. التبصرة. الجزء الأول، ص ٢٤.

<<  <   >  >>