للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - وقد استند ابن الجوزي في قوله: "فطريق المصطفى - صلى الله عليه وسلم - العلم والعمل" (١) وقوله: "ومن تأمل حال الرسول - صلى الله عليه وسلم - رأى كاملًا من الخلق يعطي كل ذي حقٍ حقه" (٢). وقوله: "وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرفُ مجيئُه بريح الطيبِ، فكان الغاية في النظافة والنزاهةِ" (٣)، على شمائله وسيرته العطرة وسنته بأفعالها وتقريراتها وصفاتها، ولتوضيح هذه السيرة نحتاج إلى عرضٍ مفصّلٍ.

٣ - الآراء التربوية المستقاة من أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

استقى ابن الجوزي بعض آرائه التربوية من معاني وألفاظ أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وسأورد في هذه الفقرة نماذج من هذه الآراء:

١ - قال ابن الجوزي في لباس الأطفال: "وليلبسه الثياب البيض، فإن طلب الملون قال له: تلك ملابس النساء والمخانيث" (٤).

وقد اشتق ابن الجوزي هذا المبدأ من الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود في سننه، "البسوا من ثيابكم البياض، فإنها خيرُ ثيابِكم، وكفنوا فيها موتاكم، وإن خيرَ أكحالِكم الإثمدُ: يجلو البصرَ، وبنبتُ الشعرَ" (٥).

وهذا الرأي لابن الجوزي يحتاج إلى وقفة تفيد إلى أي مدى يمكن تطبيق ذلك؟ فمن الملاحظ أن هناك اختلافا واضحا في الظروف المناخية من حرارةٍ وبرودةٍ من دولة لأخرى، وفي المظاهر التضاريسية من جبالٍ ومزارع ووديانٍ، وهذه الظروف لا يناسبها دائما لبس اللون الأبيض، الذي ينصح به ابن الجوزي، لذلك لا يمكن تطبيق رأيه رغم صحته إلا في الأحوال التي يناسبها اللون الأبيض وعلى أي حال هو على سبيل الندب وليس واجبًا.


(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ٢٢٢.
(٢) المرجع السابق، ص ٢٢٢.
(٣) المرجع السابق، ص ١٥٩.
(٤) مرجع سابق، ابن الجوزي. اللطائف والطب الروحاني. ص ١٣٤.
(٥) مرجع سابق، الأزدي. سنن أبي داود. المجلد الرابع، ص ٥١، كتاب اللباس، باب في البياض، حديث رقم ٤٠٦١.

<<  <   >  >>