للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في اللبنِ والطينِ حتى يبنيَ" ومعنى خضر: بمعجمتين حسَّن وزنًا ومعنى. وله شاهد في الأوسط من حديث أبي بشر الأنصاري بلفظ "إذا أراد اللهُ بعبد سوءًا أنفقَ مالَه في البنيانِ" وأخرج أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: مرَّ بي النبيُ - صلى الله عليه وسلم - وأنا أطين حائطًا فقال: الأمرُ أعجلُ من ذلك، وصححه الترمذي وابن حبان. وهذا كله محمول على ما لا تمسُّ الحاجةُ إليه مما لابد منه للتوطن وما يقي البرد والحر، وقد أخرجه أبو داود أيضًا من حديث أنس رفعه"، أما إن كل بناءٍ وبالٌ على صاحبه إلا ما لا، "أي إلا ما لابدَّ منه" (١).

ومن هذا التوضيح نجد أن ابن الجوزي قصد بتحذيره من البناء ما زاد على حاجة الإنسان، ولا يدخل في هذا بناء المساجد أو المدارس أو المستشفيات أو كل بناء قصد به النفع العام للناس، لأن الفرد يؤجر عليه.

٤ - وفي علاج الغضب قال ابن الجوزي: "فإن كان ناطقًا سكت، وإن كان قائمًا قعد، وإن كان قاعدًا اضطجع، ليسكِّن تلك الفورة" (٢).

وقد اشتق هذه الأنواع من العلاج من قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع" (٣). ونحوه.

٥ - بيَّن ابن الجوزي أثر الفطرة على الطفل فقال: "الأصل في الأمزجة الصحة، والعلل طارئة، وكل مولود يولد على الفطرة" (٤).

وقد اشتق هذا المعنى من قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مولودٍ إلا يولدُ على الفطرةِ. فأبواه يهودانهِ وينصّرانهِ ويمجِّسانهِ، كما تُنْتَجُ البهيمةُ


(١) مرجع سابق، العسقلاني. فتح الباري بشرح صحيح البخاري. الجزء الحادي عشر، ص ٩٢ - ٩٣، كتاب الاستئذان، باب ما جاء في البناء، شرح حديث رقم ٦٣٠٣.
(٢) مرجع سابق، ابن الجوزي. اللطائف والطب الروحاني. ص ١٠٩.
(٣) مرجع سابق، الأزدي. سنن أبي داود. الجزء الخامس، ص ١٤١، كتاب الأدب، باب ما يقال عند الغضب، حديث رقم ٤٧٨٢.
(٤) مرجع سابق، ابن الجوزي. اللطائف والطب الروحاني. ص ١٣١.

<<  <   >  >>