للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثقافية في الدولة الإسلامية ولاسيما حركة التأليف من قبل علماء المسلمين أمثال: أبي بكر بن العربي في المغرب (٤٦٨ - ٥٤٣ هـ)، والسمعاني في بغداد (٥٠٦ - ٥٦٢ هـ)، والزرنوجي في شرق الدولة الإسلامية توفي في عام (٥٧١ هـ)، وابن طفيل في الأندلس (المتوفى في عام ٥٨١ هـ). وأخيرًا ابن رشد في الأندلس (٥٢٠ - ٥٩٥ هـ).

وستقوم الباحثة بعرض مختصر لآراء هؤلاء العلماء بعد إعطاء نبذة موجزة عن اسم كل عالم ومكان نشأته، ومدى التشابه أو الاختلاف بينه وبين ابن الجوزي، ومدى استفادته منهم أو عدمها.

أ - أبو بكر بن العربي (٤٦٨ - ٥٤٣ هـ)

هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد المعافري الأشبيلي. ولد في ٢٢ شعبان سنة ٤٦٨ هـ بمدينة إشبيلية في أحضان أسرة كانت لها حظوة لدى المعتمد بن عباد (٤٨٨ هـ- ١٠٩٥ م) في عصر دول الطوائف" (١). وتوفي في سنة ٥٤٣ هـ.

ويعتبر أبو بكر بن العربي من الذين نقلوا التراث الفكري الحضاري من مختلف المراكز الثقافية، وشتى المدارس بالمشرق إلى المغرب بطريق مباشر، هو طريق الرحلة والطلب، والالتقاء بأصحاب المذاهب مباشرة؛ فقد التقى مباشرة بمنكري النبوات، وأتباع الفلسفة المشائية في بغداد، وبيت المقدس، والإسكندرية، بجانب أخذه عن أصحاب المذاهب الإسلامية، فسمع آراءهم مشافهة وناظرهم عليها، ونقدهم فيها، وحمل آراءهم إلى المغرب، وعرضها على تلاميذه، كما عرض نقده لها، وموقفه منها، الذي هو موقف الرفض، فيما يتعلق بالفلسفة اليونانية بالخصوص، ولم يكن موقفه سلبيًا محضًّا، بل إن نقده لم يخلُ من نظرات إيجابية نافذة، ومنهج عقلي واضح" (٢).

والذي يهمنا في موضوع بحثنا، هو الجانب التربوي من أفكاره،


(١) طالبي، عمار. آراء أبي بكر بن العرب الكلامية. الجزائر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع دون طبعة وتاريخ، الجزء الأول، ص ٢٥.
(٢) المرجع السابق، ص ٦٤.

<<  <   >  >>