للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما الكاتب عبد الحميد العلوجي فقد أكد أن عدد مؤلفات ابن الجوزي "أكثر من (٤٠٠) كتاب استقر منها مخطوطًا أكثر من (١٣٩) كتابا في خزائن الكتب الشرقية والغربية المنتشرة في أوروبا وأميركا والاتحاد السوفياتي والوطن العربي وإيران والهند وتركيا. وضاع أكثر من (٢٣٣) كتابًا وهو العدد الذي وصلت إلينا عناوينه. وطبع منها (٣٠) كتابًا في القاهرة وحيدر أباد ودمشق وليبزك بألمانيا والقسطنطينية (استنبول) وليدن بهولندا وبومبي (في الهند) وبيروت وبغداد" (١).

على الرغم من الاختلاف في عدد مصنفاته، إلا أنه يتضح لنا أن ابن الجوزي موسوعة علمية جليلة، ترك بصماته في معظم علوم عصره. وتميزت مؤلفات ابن الجوزي بكثرتها، وتعدد معارفها، مع تفاوت قيمتها العلمية، فقد كانت عليه بعض المآخذ، فقال ابن رجب في ذيله على طبقات الحنابلة: "كثرة أغلاطه في تصانيفه، وعذره في هذا واضح، وهو أنه كان مكثرًا من التصانيف، فيصنف الكتاب ولا يعتبره، بل يشتغل بغيره، وربما كتب في الوقت الواحد في تصانيف عديدة. ولولا ذلك لم تجتمع له هذه المصنفات الكثيرة. ومع هذا فكان تصنيفه في فنون من العلوم بمنزلة الاختصار من كتب تلك العلوم، فينقل من التصانيف من غير أن يكون متقنًا لذلك العلم من جهة الشيوخ والبحث، ولهذا نقل عنه أنه قال: أنا مرتب ولست مصنفًا" (٢).

وقال الشيخ موفق الدين المقدسي: "كان ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ، وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة، وكان صاحب قبول. وكان يدرس الفقه ويصنف فيه. وكان حافظًا للحديث. وصنف فيه، إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة ولا طريقته فيها" (٣). كما ذكر زلاته محقق كتاب القُصاص والمذكِّرين، الدكتور محمد بن لطفي الصباغ الذي نقده قائلًا: لأكان لابن الجوزي مواقف يبدو أنها متعارضة .. ويبدو هو من خلالها مزدوج الموقف، فهو عندما ينتقد


(١) مرجع سابق، العلوجي، عبد الحميد. مؤلفات ابن الجوزي. ص ٥.
(٢) مرجع سابق، ابن رجب. الذيل على طبقات الحنابلة. الجزء الأول، ص ٤١٤.
(٣) المرجع السابق، الجزء الأول، ص ٤١٥.

<<  <   >  >>