للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاس" فقالت عائشة: إن أبا بكر رجل رقيق لا يملك عينيه حين يقرأَ القرآنَ، فمر عمر يصلي بالناس، فقال: "إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُروُا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ".

هذا حديث صحيح أخرجه البخاري من طريق يونس بن يزيد عن الزهري وقال: تابعه الزبيدى (١). وأصله في الصحيحين مطولا ومختصرا من حديث عائشة (٢) وابن عباس وأبي موسى الأشعري (٣) وغيرهم.

وجاء أن غير أبا بكر صلى بالناس فأنكر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ذلك (٤). قرأت على فاطمة بنت المنجي عن سليمان بن حمزة أخبرنا الضياء محمد بن عبد الواحد الحافظ أخبرنا أبو جعفر الصيدلاني قال قرئ [على] فاطمة الجوزذانية وأنا أسمع أن محمد بن عبد اللَّه التاجر أخبرهم أخبرنا أبو القاسم الطبراني حدثنا أبو شعيب الحراني حدثنا أبو جعفر النفيلى حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق حدثني الزهري عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عن عبد اللَّه بن زمعة بن الأسود بن المطلب رضي اللَّه عنه قال: لما استعر برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنا عنده في نفر من المسسلمين دعا بلال إلى الصلاة فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مُرُوا مَنْ يُصَلِّي بِالنَّاس" قال: فخرجت فإذا عمر في الناس، فقلت: يا عمر صل بالناس، وكان أبو بكر غائبًا، فتقدم فكبر، وكان رجلا جهيرا، فسمع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صوته فقال: "وَأَيْنَ أَبُو بَكْرٍ؟ يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالمُسْلمِوُنَ" فبعث إلى أبي بكر، فجاء وقد صلى عمر بالناس تلك الصلاة، قال فقال لي عمر: ويحك يا ابن زمعة ماذا صنعت بي؟ واللَّه ما ظننت حين أمرتني أن أصلى بالناس إلا أن رسول


(١) رواه البخاري (٦٨٢).
(٢) رواه البخاري (١٩٨ و ٦٦٤ و ٦٦٥ و ٦٧٩ و ٦٨٣ و ٦٨٧ و ٧١٢ و ٧١٣ و ٧١٦ و ٢٥٨٨ و ٣٠٩٩ و ٣٣٨٤ و ٤٤٤٢) ومسلم (٤١٨).
(٣) رواه البخاري (٦٧٨ و ٣٣٨٥) ومسلم (٤٢٠).
(٤) انظر حديث عائشة السابق فإنه ورد ضمنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>