للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذكره. لكن لفظه شهد عندي رجال مرضيون وأرضاهم عندي عمر أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نهى عن الصلاة بعد الصبح الحديث (١).

هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه الأئمة كلهم من طرق متعددة عن قتادة، منها للبخاري ومسلم من رواية شعبة وهشام الدستوائي. ومنها لمسلم والترمذي والنسائي من رواية منصور بن زاذان. ومنها لأبي داود من رواية أبان العطار كلهم عن قتادة. وأخرجه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان كما أخرجناه، فوقع لنا بدلا عاليا. قال الترمذي: لم يسمع قتادة من أبي العالية إلا أحاديث هذا منها (٢).

قلت: أبو العالية من كبار التابعين واسمه رفيع بفاء مصغر، ورجال هذا السند كلهم بصريون إلا عمر وفيه تابعيان وصحابيان في نسق. وقد أنكرت عائشة رضي اللَّه عنها إطلاق عمر في روايته هذه.

قرأت على فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي عن يحيى بن محمد بن سعد أنا الحسن بن يحيى في كتابه أنا عبد اللَّه بن رفاعة أنا أبو الحسن الحنفي أنا أبو سعد أحمد بن محمد هو الماليني أنا محمد بن الحسن السراج ثنا الحسن بن المثنى بن معاذ ثنا عفان ثنا وهيب عن ابن طاووس عن أبيه عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: أوهم عمر بن الخطاب، إنما نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يتحرى أحد طلوع الشمس أو غروبها.

هذا حديث صحيح، أخرجه أحمد عن عفان (٣). فوافقناه بعلو. وأخرجه مسلم من وجه آخر عن وهيب (٤). ووافق عائشة على رواية التقييد


(١) رواه أبو داود الطيالسي (٣٠٨).
(٢) رواه البخاري (٥٨١) ومسلم (١٢٦) وأبو داود (١٢٧٦) والترمذي (١٨٣) والنسائي (١/ ٢٧٦ - ٢٧٧) وابن ماجه (١٢٥٠) وأحمد (١١٠).
(٣) رواه أحمد (٦/ ١٢٤).
(٤) رواه مسلم (٨٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>