هاجر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المدينة أمر أن يستقبل بيت المقدس، فكان يستقبله وهو يحب أن يصلي إلى قبلة إبراهيم -صلى اللَّه عليه وسلم-، فنزلت {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} فارتاب اليهود وقالوا: ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فنزلت {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ}(٧٦٤).
وبه إلى ابن أبي حاتم، نا الحسن بن محمد بن الصباح، نا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، وعثمان بن عطاء، عن عطاء، عن ابن عباس.
فذكر معناه، وليس فيه التصريح بالأمر.
ورجال الإسنادين موثقون، لكن في كل منهما انقطاع.
ولأصل الحديث شاهد صحيح من حديث البراء، وقد تقدم قريبا عنه وعن غيره، وليس في شيء منها التصريح بالأمر، وهو مع ذلك محتمل للأمر القرآني وغيره.
وأما المباشرة بالليل: فقرأت على فاطمة بنت المنجا، عن سليمان بن حمزة، أنا محمد بن عبد الواحد الحافظ، أنا أبو بكر بن أبي القاسم، أنا محمد بن محمد بن رجاء، أنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، نا أحمد بن موسى الحافظ، نا محمد بن أحمد بن إبراهيم، نا محمد بن أيوب، نا محمد بن أبي عبد اللَّه بن أبي جعفر الرازي، حدثني أبي، عن أبيه، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس قال: إن الناس كانوا قبل أن ينزل في الصيام ما نزل يأكلون ويشربون ويحل لهم شأن النساء، فإذا نام أحدهم لم يطعم ولم يشرب ولم يأت أهله حتى يفطر من القابلة، وأن عمر -رضي اللَّه عنه- بعدما نام ووجب عليه الصيام وقع على أهله، ثم جاء إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: أشكو إلى اللَّه واليك الذي أصبت قال: "وَمَا الَّذي صَنعْتَ؟ " قال: إني سولت لي نفسي فوقعت على أهلي بعدما نمت وأردت الصيام فنزلت {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} إلى قوله