للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن الفرا (١) أنه قال: إن العرب يقولون: ما كان من السباع غير مخوف - وهذا (٢) الأسد مخوفًا ويريدون بقولهم "الأسد" الجنس (٣) دون الفرد منها.

ومتى ثبت إجماع أئمة (٤) أهل الأدب على هذا فمخالفة (٥) أبي علي الفسوي لا تقدح في إجماع من تقدم من الكبار ويجب حمل قوله على الرجوع.

- وأما المعقول اللغوي فوجهان:

أحدهما: أن هذه اللام موضوعة للتعريف، فلا بد من (٦) أن يحصل بها تعريف لم يكن حاصلا قبل دخولها فيه، حتى يفيد ما وضع له، ويكون ذلك التعريف من موجباته. فأما تعريف كان حاصلا قبله فلم يكن من موجباته. ثم إذا قيل "جاءني رجل" حصل العلم للسامع بكون الجائي آدميًا ذكرًا جاوز حد الصغر، فعرف جنسه ونوعه وذكورته [و] بقي


(١) هو أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد المعروف بالفراء البغوي الفقيه الشافعي المحدث المفسر. كان بحرًا في العلوم. أخذ الفقه عن القاضي حسين بن محمد. وصنف في تفسير كلام الله تعالى. وأوضح المشكلات من قول النبي صلى الله عيه وسلم. وروى الحديث. ودرس. وصنف كتبًا كثيرة منها: كتاب "التهذيب في الفقه". وكتاب "شرح السنة" في الحديث. و"معالم التنزيل" في تفسير القرآن الكريم. وكتاب "المصابيح" و"الجمع بين الصحيحين" وغير ذلك. وتوفي سنة ٥١٠ هـ. بمرو روذ، والفراء نسبة إلى عمل الفراء وبيعها. والبغوي نسبة إلى بلده بخراسان بين مرو وهراة يقال لها "بن" و"بغشور" وهذه النسبة شاذة على خلاف الأصل: قاله السمعاني في كتاب الإنساب (ابن خلكان).
(٢) كذا في ب. وفي الأصل: "فهذا".
(٣) كذا في ب. وفي الأصل: "هو الجنس".
(٤) "أئمة" ليست في ب.
(٥) كذا في ب. وفي الأصل: "مخالفة".
(٦) "من" ليست في ب.