للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذاته مجهولا. وكذا إذا قيل (١) "جاءني رجال" علم جنسهم ونوعهم واجتماعهم في المجيء، وبقي الذوات مجهولة لم يحصل العلم بأعيانهم.

ثم إذا دخلت اللام فيه وثم معهود يحصل تعريف الذات بسابقة ذلك العهد، فحصل تعريف لم يكن قبله حاصلا، فعملت اللام عملها. وعند انعدام العهد لا يحصل تعريف الذوات إلا وأن تصرف إلى كل الجنس، حتى يعلم أن كل واحد من الجنس مراد بهذا اللفظ. فأما متى صرف إلى مطلق الجنس، لم تصر الذوات معلومة وما وراء الذوات من كون المذكور من أي جنس كان، ووصف المذكورة (٢) والبلوغ معلوم (٣) بدون اللام، فكان (٤) الحمل عليه إلغاء لفائدة اللام، وصار وجودها كعدمها، وذلك إبطال وضع اللغة.

والثاني: أن اللام إن كانت في موضع العهد أوجبت دخول جميع أفراد المعهود، بأن كان المتكلم في ذكر رجال بين يدي سامع ثم قال: "جاءني الرجال"، عقل السامع منه جميعهم، ولم يكن بعضهم أولى بصرف الاسم إليه من البعض، ولا يحمل على ثلاثة منهم أو ما ينطلق عليه اسم الرجال (٥).

وكذا إذا لم يكن ثمة (٦) معهود ودخلت (٧) على الجنس: يجب أن يراد به كل الجنس, لأن الجنس هو المتعارف إذا لم يكن ثمة (٨) معهود،


(١) في ب: "قال".
(٢) التاء من ب. وفي الأصل: "الذكور". والذكورة خلاف الأنوثة (المعجم الوسيط).
(٣) في ب: "جنس كان وصف المذكورة والبلوغ معلومًا".
(٤) كذا في ب. وفي الأصل: "وكان".
(٥) " ولا يحمل ... الرجال" من ب.
(٦) في ب: "ثم".
(٧) في ب: "ووجدت".
(٨) في ب: "ثم".