للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووجه القول المختار: الكتاب، والسنة، والمعقول:

- أما الكتاب، فقوله تعالى: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان" (١) - مدح الصحابة رضى الله عنهم والتابعين لهم بالإحسان. وإنما استحق التابعون لهم المدح واتباعهم لهم والإحسان (٢)، من حيث الرجوع إلى رأيهم، دون الرجوع إلى الكتاب والسنة - لأن في ذلك استحقاق المدح باتباع الكتاب (٣) والسنة (٤)، لا باتباع الصحابة - وذلك إنما يكون في قول وجد منهم ولم يظهر من بعضهم خلاف ذلك، أو (٥) إذا كان فيهم (٦) إجماع. أما إذا كان بينهم اختلاف فلا يكون في هذا موضع استحقاق المدح، لأنه إن كان يستحق المدح واتباع البعض [فإنه] يستحق الذم بترك اتباع البعض، فوقع التعارض في هذا، فكان (٧) النص دليلا على وجوب تقليدهم إذا لم يوجد بينهم اختلاف ظاهر، والكلام فيه وقع، وهو موضع الخلاف.

- وأما السنة، [فـ] ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنما مثل أصحابي مثل النجوم في السماء بأيهم اقتديتم اهتديتم"، والنص مطلق يتناول كل واحد من الصحابة إذا لم يكن له مخالف فيه، والكلام فيه واقع (٨).

- وأما المعقول، فهو (٩) أن القياس عمل بغالب الرأي والظن، لا بطريق


(١) سورة التوبة: ١٠٠ - والآية: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم".
(٢) كذا في ب. وفي الأصل و (أ): "لاتباعهم بالإحسان".
(٣) في ب: " المدح بالكتاب".
(٤) "لأن في ذلك. . . والسنة" من (أ) و (ب) مع ملاحظة الهامش السابق، وليست في الأصل.
(٥) في ب: "و".
(٦) في (أ) و (ب): "منهم".
(٧) في أ: "وكان".
(٨) كذا في ب. وفي الأصل و (أ): "قع".
(٩) كذا في أ. وفي الأصل و (ب): "وهو".