للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيعهن، فقال له عبيدة السلماني رضي الله عنه (١): رأيك مع الجماعة أحب إلي من رأيك وحدك. فكان قول عبيدة دليلاً على أن الإجماع وقد سبق بذلك، إلا أنه لما (٢) لم ينقرض العصر وظهر (٣) رأي علي رضي الله عنه بخلاف ما أجمعوا، جوز (٤) خلافهم - فدل أنه لابد من انقراض العصر لتحريم المخالفة.

- والمعنى فيه وجهان (٥):

أحدهما - أن الإجماع لا ينعقد بدون الانقراض، لأن الإجماع إنما يكون حجة في موضع لا نص [فيه] من حيث الظاهر. فأما في موضع فيه نص ظاهر قاطع فلا حاجة إليه، مع أن الكلام في هذا وقع، فلابد من زمان مديد حتى يظفروا بحديث (٦) كان ورد في حادثة لا تحتمل الانتشار والاشتهار، وصاحب الحادثة في (٧) البو ادي فلم يشتهر في الصحابة. أو إن كان لا توقيف وتمس (٨) الحاجة إلى الاجتهاد ليقف (٩) على علة الحكم في الأصول (١٠)، فلا بد من مدة معتبرة، ولهذا كان عبد الله بن مسعود


(١) قال البخاري في كشف الأسرار (٣: ٢٦٦): " ... عبيدة السلماني بفتح العين وكسر الباء وفتح السين وسكون اللام - هو أبو مسلم عبيدة بن قيس بن سلم أو عمرو منسوب إلى سلمان حتي من مراد. وأصحاب الحديث يفتحون اللام. وهو من أصحاب على وابن مسعود رضي الله عنهما. أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ولم يره وسمع عمر وابن الزبير رضى الله عنه. ونزل الكوفة. فروى عنه الشبعي والنخعي وابن سيرين وغيرهم. ومات سنة ٧٢ أو سنة ٧٣ من الهجرة".
(٢) "لما" من (أ) و (ب).
(٣) في أ: "فظهر".
(٤) كذا في ب: "جوز". وفي الأصل و (أ): " فجوز".
(٥) كذا في أ. وفي الأصل: "والمعنى فوجهان" وفي ب: "وأما الكلام من حيث المعنى فوجهان".
(٦) كذا في أ. وفي الأصل: "على حديث". وفي ب: "حتى يظهروا على حديث".
(٧) كذا في ب. وفي الأصل و (أ): "من".
(٨) كذا في (أ) و (ب). وفي الأصل: "ويمس".
(٩) في أ: "وليقفوا". وفي ب: "وتمس الحادثة ليقفوا".
(١٠) في ب: "في الأصل".