قال ابن علاّن: ثم أورد الحافظ للحديث طرقاً كثيرة عند الطبراني وأبي عوانة وغيرهما، ثم قال: فهذه الروايات متففقة على ذكر البيت ومعناه. أقول: وقد ذكر الحافظ بعض الروايات التي، جاءت بلفظ القبر، ولا تخلو من ضعف. ومعني الحديث قال بعضهم: هو على ظاهره: وأن ذلك المكان ينقل إلى الجنة وليس كسائر الأرض يذهب ويفني، أو هو الآن من الجنة حقيقة، وقيل: معني الحديث: أن الصلاة في ذلك الموضع والذكر فيه يؤدي إلى رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجنة، ومن لزم العبادة عند المنبر يسقى يَوْمَ القِيامَةِ مِنْ الحوض، كما جاء في الحديث: " الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلالِ السيوف " يريد أن الجهاد يؤدي إلى الجنة، وقيل: إن معناه: ما بين منبره وبيته حذاء رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجنة، وكذلك قوله في الحديث: قبري على ترعة من ترع الجنة، أي: حذاء ترعة من ترعها. والله إعلم. والترعة: الروضة على المكان المرتفع خاصة، فإن كان على المكان المطمئن فهو روضة. (*)