للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصْحابُ الجَحِيمِ) [التوبة: ١١٣] وقد جاء الحديث بمعناه، والمسلمون مجمعون عليه.

فصل:

يحرم سبّ المسلم من غير سبب شرعي يجوّز ذلك.

١١٠٣ - روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " سِبابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ ".

١١٠٤ - ورويناه في " صحيح مسلم " وكتابي أبي داود والترمذي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وصحّ أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " المُسْتَبَّانِ ما قالا، فعلى البادئ مِنْهُما ما لَمْ يَعْتَدِ المَظْلُومُ " قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

فصل:

ومن الألفاظ المذمومة المستعملة في العادة قوله لمن يخاصمه: يا حمار، يا تيس، يا كلب، ونحو ذلك، فهذا قبيح لوجهين.

أحدهما: أنه كذب، والآخر: أنه إيذاء، وهذا بخلاف قوله: يا ظالم ونحوه فإن ذلك يُسامح به لضرورة المخاصمة، مع أنه يصدق غالباً، فقلّ إنسانٌ إلا وهو ظالم لنفسه ولغيرها.

فصل:

قال النحاس: كرهَ بعضُ العلماء أن يُقال: ما كان معي خَلْقٌ إلاّ اللَّه.

قلت: سبب الكراهة بشاعةُ اللفظ من حيث أن الأصل في الاستثناء أن يكون متصلاً، وهو هنا مُحال، وإنما المراد هنا الاستثناء المنقطع، تقديرُه ولكن كان الله معي، مأخوذ من قوله: (وَهُوَ مَعَكُمْ أينما كنتم) [الحديد: ٤] وَيَنْبغي أن يُقال بدلَ هذا: ما كان معي أحدٌ إلاَّ الله سبحانه وتعالى، قال: وكره أن يُقال: اجلس على اسم الله، وليقلْ اجلس باسم الله.

فصل:

حكى النحّاسُ عن بعض السلف أنه يُكره أن يقولَ الصائمُ: وحقِّ هذا الخاتم الذي على فمي، واحتجّ له بأنه إنما يُختم على أفواه الكفار، وفي هذا الاحتجاج نظر، وإنما حجته أنه حلفٌ بغير الله سبحانه وتعالى، وسيأتي النهي عن ذلك إن شاء الله تعالى قريباً، فهذا مكروهٌ لما ذكرنا، ولما فيه من إظهار صومه لغير حاجة، والله أعلم.

١١٠٥ - فصل:

روينا في سنن أبي داود، عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أو غيره عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما قال: " كنّا نقول في الجاهلية: أنعم الله بك عيناً (١) ، وأنعم صباحاً (٢) .

فلما كان الإِسلام نُهينا عن ذلك ".


(١) أي: أقر الله عينك بمن: (٢) من النعومة، وأنعم عليك من النعمة.
(*)

<<  <   >  >>