نحواً من ثلاثين سنة عزل منها مرة في دولة الناصر على يد نائبه تمراز فما لبث الذي ولّي بعده إلا دون عشرة أيام أو نحوها حتى غضب الناصر على تمراز وأمر بالقبض عليه وعزل الذي ولاه وأعيد الشيخ شمس الدين المذكور وعُدَّ ذلك من كراماته.
وكان كثير التواضع جداً مشهوراً بذلك كثير البذل لما في يده كثير العبادة والتلاوة والذكر، وكان الكلام فيه من الناس يكثر بسبب مباشراته التي في الخانقاه إلا أنه. . . . من سلامه -هذا الذي أظنه- وكان يؤذى كثيراً وكان يعظمني جداً.
كتب الكثير واختصر الروضة في الفقه ولم يكمله وصنف أيضاً السول في شيء من أحاديث الرسول يذكر فى كل باب أحكامه بترغيبه وترهيبه وغريبه ولم يكمله أيضاً.
مات في يوم الأربعاء رابع عشر شوال سنة عشرين وثمان مائة، وصُلي عليه بعد العصر ودفن بمقابر الصوفية خارج باب النصر -رحمه الله تعالى.
* * *
[الشيخ البارنباي]
محمد بن (١) عبد الوهاب البارنباري الشافعي المصري.
مهر في الفقه وأصوله والنحو والحساب، ودرّس وخطب عدة سنين بدمياط والقاهرة.
توفي ليلة الأحد حادي عشر ربيع الأول سنة اثنين وثلاثين وثمان مائة وقد أناف على الستين -رحمه الله.
(١) إنباء الغمر لابن حجر ٨/ ١٨٩، الضوء اللامع للسخاوي ٨/ ١٣٨ (٣١٩)، بغية الوعاة للسيوطي ١/ ١٦٩ (٢٨١)، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ٢٩٠.