كتاب بهجة الناظرين إلى تراجم المتأخرين من الشافعية البارعين

[حرف الألف] - الشيخ شهاب الدين ابن خطيب عذرا -رحمه الله - ص: 153

إلى أن ذكر لي قبل موته أنها بلغت خمسة آلاف بيت ذكر فيها صفة الأرض وما احتوت، وأقرأ القراآت ببلده غزة وغيرها، وكان ماهراً في استحضار الماجريات والحكايات مقتدراً على النظم والنثر عارفاً بالأوقات.

مات بمنزله بمصر على شاطئ النيل في العشر الأواخر من ذي الحجة سنة ست عشرة وثمان مائة وله إحدى وسبعون سنة -رحمه الله تعالى.

حبك لا بعد له حب من ... يروح بالأشواق أو يغتدي

ووجهك الأبيض تقبيله ... عندي وحق الحجر الأسود

تقبيل ركن جئت أسعى له ... طفت به في قبلة المسجد

[الشيخ شهاب الدين ابن خطيب عذرا -رحمه الله-]

إبراهيم (١) بن محمد بن عيسى العجلوني ثم الدمشقي المشهور بابن خطيب عذرا (٢) بالعين المهملة وذال معجمة وبعدها راء مهملة وألف آخرها، قرية بالمرج من قرى دمشق بينها وبينها دون مرحلة، وهي اليوم من إقطاع نائب الشام، وبالقرية المذكورة قتل حجر بن عدي الصحابي وأصحابه رضي الله عنهم في أيام معاوية ودفن رؤوسهم بالـ. . . . المحلة المعروفة بدمشق خارج باب توما وجثثهم بالقرية وقصتهم مشهورة في التاريخ, هو الشيخ الإِمام الفقيه أقضى القضاة برهان الدين أبو إسحاق، مولده سنة اثنين وخمسين وسبع مائة.

---

(١) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٤/ ٧٢ (٧٥٧)، إنباء الغمر لابن حجر ٧/ ٤٧، الضوء اللامع للسخاوي ١/ ١٥٦، الدارس في أخبار المدارس ١/ ١٩٤، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ٢٤٦، معجم المؤلفين ١/ ١٠٣.
(٢) عذراء: قرية بغوطة دمشق -معجم البلدان- ياقوت الحموي ٤/ ١٠٣ (٨٢٥١) وترجمة عدي بن حجر رضي الله عنه في الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ٢/ ٣٧ (١٦٣١).