عثمان بن (١) إبراهيم بن أحمد العلامة فخر الدين أبو عمرو البرماوي المصري، ولد سنة بضع وستين وسبع مائة.
واشتغل بالفقه والحديث والعربية حتى مهر فيها, ولازم الشيخ فخر الدين إمام جامع الأزهر في القراآت حتى فضل فيها، واستقر بعد شيخه المذكور بالظاهرية الجديدة وتولى مشيخة الإقراء أيضاً بالشيخونية وسمع الكثير واستملى بعقد مجالس من أمالي العراقي، وناب في الحكم عن القاضي جلال الدين ابن الشيخ، وباشر قراءة البخاري عليه بالقلعة، وانتفع عليه جماعة، وكان من أعيان أصحاب الشيخ وولده.
وهو بلدي شيخنا العلامة شمس الدين البرماوي وكذلك الشيخ مجد الدين إسماعيل المتقدم في الهمزة وهم البرماويون الثلاثة كالبياجرة وهم ثلاثة أيضاً وتقدم ذكرهم في ترجمة فاضلهم وفقيههم الشيخ برهان الدين البيجوري رحمهم الله تعالى.
مات المذكور فجأة -أعني الشيخ فخر الدين البرماوي في شعبان سنة ست عشرة وثمان مائة، خرج من الحمام فمات رحمه الله تعالى.
وسمعت رفيقه قاضي الشام ابن الصلاح الأموي يثني عليه كثيراً ويصفه بالفضل المتين وبالدين، وهو أول بيته وفاة وأصغرهم سناً.
وآخرهم وفاة أسنهم الشيخ مجد الدين فإنه عاش إلى بعد الثلاثين كما تقدم في ترجمته وهو شيخهما وشيخ غالب الجماعة من الطبقة الثانية من أصحاب الشيخ، لكن تخمّل بما نسب إليه كما تقدم في ترجمته والله سبحانه وتعالى أعلم.
(١) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٤/ ٣٤ (٧٣٤)، إنباء الغمر لابن حجر ٧/ ١٣٣، الضوء اللامع ٥/ ٢٣ (٤٣٦)، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ١٧٩.