أبو بكر (١) بن حسن بن عمر بن عبد الرحمن بن أبي الفخر بن نجم العثماني المراغي ثم المصري القاضي العالم زين الدين نزيل المدينة الشريفة، ولد سنة ثمان وعشرين وسبع مائة أو في التي قبلها.
وأجاز له أبو العباس ابن الشحنة وكان آخر من حدّث عنه في الدنيا، وأجاز له أيضاً المزي والبرزالي وآخرون من دمشق وحماة وحلب وغيرها، وتفرّد بالرواية عن أكثرهم، وسمع بالقاهرة من جماعة وقرأ على الشيخ تقي الدين السُّبكي شيئاً من محفوظاته قبل أن يلي القضاء، ولازم بعده الشيخ جمال الدين الأسنوي وقرأ عليه القطعة من شرح المنهاج ثم أكمل عليها.
ثم تحول إلى المدينة الشريفة فسكنها وكتب لها تاريخاً حسناً وقفت عليه أفاد فيه وحصل بها بعض جهات تقوم بحاله، ولازم الإشغال بالروضة الشريفة والتحديث إلى أن صار شيخها المشار إليه، ثم ولي قضاءها بعد أن شاخ وانهرم وبلغ الثمانين فباشرها قليلًا ثم عزل فتألم لذلك.
توفي بالمدينة في ذي الحجة الحرام سنة ست عشرة وثمان مائة -رحمه الله تعالى.