وكان أبوه ممن يعتقده المصريون، وبني له زاوية بأنبابة في البرّ الغربي بالجيزة.
ونشأ ولده هذا محبّاً في العلم فسمع من شيوخنا ومهر في العربيّة ولازم شيخنا العراقي وكان يعظّمه ثم انقطع بزاوية أبيه يشغل الناس بالعلم ويكرم الواردين، واشتهر أمره، وصار للترك فيه اعتقاد، وحجّ مراراً.
مات في شوال سنة ثلاث وعشرين وثمان مائة ودفن بزاوية أبيه وخلّف مالًا طائلًا -رحمه الله تعالى.
* * *
[ابن خطيب المنصورية]
يوسف (١) بن الحسن بن مسعود الحموي الشيخ الإمام العلامة جمال الدين أبو المحاسن المشهور بابن خطيب المنصورية شيخ البلاد الشمالية في عصره وعالم تلك النواحي ومفتيها، مولده سنة ثمان وثلاثين وسبع مائة.
واشتغل بالعلم ومهر في الفنون وصار شيخ الشافعية بتلك الناحية وفاق على أقرانه، وكان في العربية له يد طولى، شرح الألفية وصنّف شرح الإلمام وغير ذلك.
وانتصب للإشغال فانتفع عليه جماعة من الفضلاء، رَحَلَتْ إليه الطلبةُ من البلاد، وأذن لجماعة من الفضلاء بالإفتاء منهم القاضي ناصر الدين البارزي والقاضي علاء الدين الحلبي، وقد ذكره في تاريخه وأثنى عليه.