تمرّض أياماً في هذه السنة ثم. . . . ثم انتكس فأتاه أجله في النصف الثاني من شعبان المكرم سنة أربع وأربعين وثمان مائة وقد جاوز السبعين عاماً ظناً -رحمه الله تعالى- وإيانا بكرمه آمين، ودفن بمقبرة ماملا غربي القدس الشريف خارج البلد، وزرت قبره في رحلتي الثانية في ذي الحجة سنة ست وأربعين وثمان مائة.
وكتب شرحاً على سنن أبي داود وشرحاً على البخاري وشيئاً على منهاج النووي وأخذ عن الشيخ الصالح محمد القادري الصالحي الدمشقي وتلمذ له.
وبالجملة: وكان من أنسب صلحاء زمانه -رحمه الله تعالى وإيانا بكرمه.
* * *
[قاضي القضاة شهاب الدين الباعوني]
أحمد بن (١) ناصر بن خليفة بن فرج بن عبد الله بن يحيى القاضي شهاب الدين أبو العباس أحمد الباعوني قاضي القضاة بالشام، وأحد أدباء زمانه وشعرائهم.
ولي قضاء الشام مرتين الأولى من قبل الظاهر برقوق الجركسي في سنة ثلاث وتسعين وسار فيها سيرة حسنة من العفاف وإقامة شعار المنصب والتصميم في الأمور وأهان فيها من أعيان الدولة.
(١) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٤/ ١٩ (٧٢٣)، إنباء الغمر لابن حجر ٧/ ١٢٤، رفع الإصر عن قضاة مصر لابن حجر ١/ ١٠٩، الأنس الجليل للعليمي ٢/ ١٣٩، الضوء اللامع للسخاوي ٢/ ٢٣١ (٦٥٥)، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ١٣/ ٢٦٨، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ١٧٥.