هو الشيخ ماهر بن (١) عبد الله بن نجم بن عوض بن نصر بن نصّار المصري الشافعي الشيخ الإمام العلامة فقيه بيت المقدس العالم العامل الورع المتقي الصالح زين الدين، مولده بهلبة من تركة لوالدته من ضواحي القاهرة في أوائل سنة تسع وسبعين بالسين ثم بالباء الموحدة وسبعمائة.
وقدم إلى القاهرة في سنة ثمان وتسعين فنزل عند الشيخ برهان الدين الأبناسي في زاويته وأكبّ على الاشتغال عنده ثلاث سنين إلى أن مات الأبناسي.
وقدم إلى القدس في رجب من سنة اثنين وثمان مائة، وقد حضر دروس الأعيان بحلقتي وابن الملقن، وسمع على البرهان الشامي والعراقي وجماعة من أصحاب ابن الشحنة ووزيره، فلما قدم بيت المقدس لزم الشيخ شهاب الدين ابن الهائم فاصطفاه وصار يقبل ويشتغل عليه ليلاً ونهاراً حتى صار عين المشايخ المشار إليهم بالعلم والصلاح ببيت المقدس.
وقد أجازه بالإفتاء خلق كثير ولم يكتب بخطه على فتوى تورعاً، لم يرَ مثله في التحقيق وكأنما دوّن الفقه بين عينيه، يحل كتب المذهب بلا