إبراهيم (١) بن أحمد بن. . . . البيجوري أبو إسحاق الإمام الفقيه عين الفقهاء بالقاهرة وأكثرهم استحضاراً وحفظاً للمذهب، ولد قبل الخمسين وسبع مائة.
وأخذ عن الشيخ جمال الدين الأسنوي وغيره من مشايخ العصر ورحل إلى الشيخ شهاب الدين الأذرعي بحلب مع الزركشي وكتب الفوت ثم لازم الشيخ.
قال شيخنا الحافظ ابن حجر: مهر في الفقه حتى شاع أنه كان يستحضر الروضة وأصلها.
وذكره الشيخ عماد الدين الحسباني: فقال هو أعلم الشافعية في عصره.
وكان ديناً خيّراً متواضعاً، ولي بآخره مشيخة الفخرية، وكان للطلبة به انتفاع شديد، وكان لا يمل من الاشتغال والإشغال.
ولما جمع الشيخ ولي الدين النكت المعروفة صار بعض الطلبة يقرأ من ذلك على البيجوري فكان يردّ من حفظه أشياء عجيبة ويناقض في أماكن كثيرة، فكان ذلك الطالب يراجع المؤلف بما يعترض عليه به البيجوري فيصلح كتابه على وفق ما يقوله البيجوري، وبلغني عن البيجوري أنه قال لما طالع في النكت المذكورة قال: هذا شيء يجب له رجال، أخبرني بعض أصحابه الفضلاء بذلك.
وكان قليل الإفتاء كتابة وإنما يفتي مشافهة.
قال جمال الدين بن الشيخ شهاب الدين الأذرعي: أن البيجوري لما
(١) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٤/ ٧١ (٧٥٦)، إنباء الغمر لابن حجر ٧/ ٤٧٠، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ١٤/ ٢٩١، الضوء اللامع ١/ ١٧١، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ٢٤٥، معجم المؤلفين - كحالة ١/ ٧.