الشامي الضرير الأقمري لسكنه بالجامع الأقمر، ولد سنة تسع وسبع مائة.
وأجاز له أبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم وعيسى بن عبد الرحمن بن مطعم وأحمد بن أبي بكر القرافي في آخرين من أصحاب ابن الزبيدي وابن اللتي وجعفر بن علي وسبط السلفي ومن بعدهم.
وسمع في سنة ست وعشرين وما بعدها على أبي العباس الحجار وأيوب بن أحمد الكحال وعبد الله بن أبي التائب وجمع جم، وشيوخه بالسماع والإجازة نحو ستمائة.
قال ابن حجر: خرجت له عنهم معجماً وارتحل إلى حماة يتفقه على الإمام شرف الدين البارزي وأجاز له أن يدرس ويفتي، ورحل إلى حلب فتفقه بها على الشيخ شمس الدين ابن النقيب تلميذ النووي، وإلى القاهرة فتفقه على الشيخ شمس الدين القمّاح وغيره وأجازوه بالإفتاء والتدريس قرأت ذلك بخط ابن القمّاح واعتنى بالقراآت فقرأ بالسبع على أبي حيان والوادي آشي والبرهان الحكري وبالإسكندرية على أبي العباس المرادي الأندلسي وأجازوه، وروى الشاطبية عالياً قرأها على القاضي بدر الدين ابن جماعة، . . . . عرضا من الشاطبي وتفرد بجملة من مروياته بالسماع والإجازة.
قال تلميذه الحافظ ابن حجر: انتفعت به كثيراً وحملت عنه جملة، وخرّجت له في أوائل طلبي للحديث مائة حديث عشارية الإسناد له ثم تلوتها بأربعين حديثاً أخرى عشارية، وقد ظهر له بعد موته عدة أجزاء لم يسمعها عليه منها جزء البانياسي، وقطعة من الصلاة لأبي نعيم الفضل بن دكين وغير ذلك.
واستوطن القاهرة من بعد سنة إحدى وأربعين إلى أن مات بها منقطعاً في الجامع الأقمر في ذي القعدة سنة ثمان مائة.
ونزل أهل الديار المصرية بموته درجة في جملة من الأحاديث والشيوخ -رحمه الله تعالى-.